أخلاقيات التصميم – حين تكون الواجهة أداة تأثير لا يراها أحد
غالبًا ما يُنظر إلى التصميم كأداة محايدة: مجموعة من الألوان، الخطوط، والعناصر المرتبة بطريقة تُسهّل الوصول. لكن الحقيقة أن التصميم، مثل أي شكل من أشكال الاتصال، يحمل في طياته قدرة هائلة على التأثير والتوجيه. وهنا تبدأ الأسئلة الأخلاقية.
هل يستخدم التصميم لدعم خيارات المستخدم وتوسيع وعيه؟ أم يُستعمل لتوجيهه بشكل خفي نحو قرارات لم يكن ليتخذها بحرية؟ هذه ليست أسئلة نظرية، بل واقعية جداً. فالمصمم يقرر كيف يُقدَّم الخيار، ما يُعرض أولاً، ما يُخفي، وما يُجعل مغريًا. وهذا يعني أن المصمم لا يصنع فقط التجربة، بل يصنع السياق النفسي الذي تُبنى عليه قرارات المستخدم.
الممارسات التي تُسمى عادة بـ"أنماط التصميم المظلمة" تعتمد على استغلال العادات والسلوكيات النفسية لتوجيه المستخدمين نحو سلوك معين: الاشتراك دون وعي، الاستمرار في خدمة لم يعودوا بحاجة لها، أو الموافقة على شروط غير مفهومة. هذه التصاميم تنجح رقميًا، لكنها تُضعف الثقة، وتحوّل العلاقة بين المنتج والمستخدم إلى علاقة استغلال.
أخلاقيات التصميم ليست قيودًا، بل مسؤولية. أن تصمّم يعني أن تمتلك سلطة. والسؤال الحقيقي هو: هل تستخدم هذه السلطة لتعزيز حرية المستخدم، أم لسلبها باسم الأداء والمؤشرات؟

التعليقات على الموضوع